شائع

بعض الأسباب التي تمنعك من الثقة بذاكرتك كلياً


قد يزعج العنوان أصحاب الذاكرة القوية اللذين يرون في أنفسهم قدرة كبيرة على تذكر أهم التفاصيل التي مرت في حياتهم، أو اللذين يتفوقون كثيراً على أقرانهم عندما يتعلق الأمر بقوة الحافظة، وأنا لا أقصد إحباط المعنويات، أو التأثير بشكل سلبي، إلا أن هناك بعض الأسباب التي تعود إلى طبيعة الإنسان تجعل ذاكرته تخونه في بعض الأحيان على الرغم من كفاءتها عند الكثيرين.
لا بد وأنك خضت تحدياً مع أحد أصدقائك في يوم ما بشأن تذكر تفاصيل معينة في حادثة وقعت، أو لعبة تلعبونها… إلخ، وفي النهاية قد يأتي أحدكم بالجواب الصحيح، أو يكون الجواب مخالفاً لآراء الجميع، وقد تتساءل بينك وبين نفسك عن سبب نسيان البعض، وتذكر البعض الآخر.
إليك أهم الأسباب التي تفسر نسيانك لبعض الأمور في بعض الأحيان:

1- الميل لدى الإنسان لتذكر التفاصيل السيئة

يلاحظ التأثر الكبير بالذكريات السيئة عند أغلب الناس، فقد يبقى أحدنا يعاني الاكتئاب سنيناً طويلة بسبب حادث سيء واحد حصل في حياته، في حين قد تحدث الكثير من المواقف الجيدة مع أحدنا، إلا أننا لا نجده يعاني من حالة فرح دائم.
لا يحق لنا أن نلوم ذاكرتنا في ذلك، لأن هذا الميل سيكون عاملاً قوياً قد يحمينا من خوض التجارب السيئة مرة أخرى، لكنه بالتأكيد سبب رئيسي في احتمال وصفنا لأحداث سابقة بالسلبية المطلقة في حين لم تكن كذلك.
images (4)

2- التحيز لما نختاره

عندما نذكر تفاصيل عن شيء قمنا بشرائه أو اختياره بأنفسنا نميل لتغيير الذكريات لنتحدث عن اختيارنا بأنه أفضل اختيار، والعكس تماماً للخيار الذي رفضناه،
فمثلاً عندما نشتري سيارة من نوع معين، ونرفض شراء سيارة أخرى من نوع مختلف، نميل لذكر التفاصيل التي تمدح الأولى، وتذم الثانية، وهي نزعة لدى الكثيرين من الناس، ما من دافع إليها سوى الظهور بمظهر جيد وتلافي نتائج الاختيار الخاطئ، إنها الطبيعة البشرية بلا شك.
o-BUILDING-SELF-ESTEEM-facebook

3- تأثير الدخول إلى غرفة جديدة (Doorway effect)

لقد مرّ كل واحد منا بهذا الموقف مرات عديدة بالتأكيد، فمثلاً تكون في غرفتك، وتفكر بالذهاب إلى غرفة مجاورة لإحضار شيء ما، فما إن تعبر الباب حتى تنسى ما هو ذلك الشيء!
إن ما حدث معك هو أمر طبيعي لا يعني أنك ضعيف الذاكرة، ولكن أدمغتنا مدربة على ترك التفكير في ذكريات قديمة عند الدخول إلى بيئة أخرى، وذلك لبناء ذاكرة جديدة وجمع معلومات حديثة عن الوسط الجديد الذي انتقلنا إليه، حتى لو كان هذا الانتقال من غرفة إلى أخرى.
betray-m_1705662a

4- ظاهرة (على طرف لساني)

تعتبر من الظواهر التي تحصل مع كل منا حوالي مرة في الأسبوع، وبمعدل أكبر عند المسنين، حيث تحاول تذكر اسم لاعب في فريق معين، أو ممثل، أو غير ذلك، لكنك لا تستيطع ، أو ربما تذكر الحرف الأول من الاسم، وشكل اللاعب وفريقه على سبيل المثال، لكنك تعجز عن ذكر اسمه كاملاً.
والسبب في ذلك أن الأسماء تخزن في نوع من الذاكرة تسمى الذاكرة الدلالية (semantic memory)، والتي تخزن المعلومات في شبكة تضم الارتباطات المختلفة المتعلقة بالمعلومة، وفي حالتنا هذه تكون الذاكرة المتكونة جزئية لا تضم الصوت الذي نلفظه للدلالة على اسم الشيء الذي نسيناه.
kaskade-hd-wallpaper

5- ظاهرة تقريب الأحداث أو إبعادها

حيث نقوم أحياناً بنسب أحداث قديمة لزمن قريب، أو نسب أحداث قريبة لزمن بعيد، وقد وجد الباحثون تفسيراً جزئياً لهذه الظاهرة يستند على الخلط بين نوعين من الذاكرة، أحدهما يدعى الذاكرة (الدلالية) التي ذكرناها، وهي تخزن الذكريات التي حدثت منذ فترة طويلة تصل إلى ثلاثة أشهر، أو سنة، أو ربما أكثر.
والنوع الآخر الذي يدعي بالذاكرة (العرضية)، وهي مسؤولة عن تخزين الذكريات النادرة (كحوادث السيارت) أو الحديثة (كشراء بعض الخضروات)، إلا أن هذه الظاهرة ليست مفهومة بشكل تام بعد.
is (3)

6- تأثير التطور التكنولوجي (Google)

يمكننا الحصول على ما نريد من المعلومات بكل بساطة بفضل شبكة الانترنت، معلومات تاريخية، رياضية، سينمائية، عن رواد الفضاء، عن الأطباء، عن المملثين…إلخ، ويصعب حصر مجالات البحث بالتأكيد، لكن الأثر السلبي الكبير في ذلك هو أن أدمغتنا ستعتاد مع الوقت على هذا الأمر الذي يعد مريحاً جداً بالنسبة لها، وستتخلى عن حفظ المعلومات مكتفية بتذكرها عن طريق (google).
Google-internet-006

7- تحريف (تشوه) الذاكرة

حيث أظهرت الدراسات أن ما يخزنه الإنسان من معلومات قد يتعرض للتحريف بعد فترة معينة، فلا تعود التفاصيل دقيقة، ويميل أحدنا لذكر ما حوله دماغه إلى ذاكرة مختلفة عما كان قد حدث بالفعل، ويسترجع هذه الذاكرة المحرفة بدل أن يسترجع الأصلية.
images (7)

8- حالة (Cryptomnesia)

يمكننا تعريف حالة الـ(cryptomnesia) بأنها استرجاع خبرة سابقة مكتسبة، ونسبها إلى نفسك على أنك من قام بها، لكنها في الحقيقة مبنية على ذاكرة سابقة قد نسيتها، وقد تظن أنه من المستحيل حدوث ذلك، إلا أنها حدثت بالفعل مع أحد الموسيقيين يدعى (Beatle George Harrison) عندما قام بتأليف أغنية تشابه في نغمها أغنية (My Sweet Lord) إلى حد كبير.
وقد ظن أن هذه المقطوعة الموسيقية كانت من تأليفه، إلا أنه فوجئ بفرض غرامة عليه قدرها 1, 559, 987  دولار، وذلك لتقليده تلك الأغنية دون علم منه، إلا أنه كان قد سمعها منذ زمن ونسيها.
is (7)

المصدر

Aucun commentaire:

Fourni par Blogger.