شائع

ماذا تعرف عن التطور ؟ ما هي نظرية التطور؟

التطور هو نظرية في الأحياء تفترض أن أنواع النباتات والحيوانات والكائنات الحية الأخرى على وجه الأرض يرجع أصلها إلى أنواع أخرى سابقة عليها في الوجود، وأن الاختلافات المميزة لكل نوع تعود إلى التعديلات التي تحدث في الأجيال المتعاقبة. و تُعد نظرية التطور واحدة من الركائز الأساسية لنظرية الأحياء الحديثة.
تنوع الحياة على الأرض
إن التنوع في الكائنات الحية لهو أمر مذهل، فقد تم تسمية ووصف أكثر من مليوني نوع موجودين حتى الآن، ولا يزال هناك الكثير من اللأنواع التي لم تكتشف بعد والتي يتراوح عددها طبقًا لبعض التقديرات بين عشرة إلى ثلاثين مليون. المذهل في هذا التنوع ليس كثرة الأعداد فحسب، ولكن التباين في الحجم والشكل وطريقة المعيشة، من البكتيريا البدائية التي يقل قطرها عن 1/ 1000 من المليمتر إلى شجرة السيكويا المهيبة التي تعلو فوق الأرض ب100 متر (300 قدم) وتزن آلاف الأطنان، ومن البكتيريا التي تعيش في الينابيع الحارة في درجات حرارة تقترب من درجة غليان الماء إلى الفطريات والطحالب التي تزدهر في كتل الجليد الضخمة في القارة القطبية الجنوبية وفي البرك المالحة في درجات حرارة 23 °س تحت الصفر (بما يعادل 9° فهرنهايت تحت الصفر)، ومن الدودة الأنبوبية العملاقة التي اكتشفت بالقرب من الشقوق المائية الحارة في قاع المحيط المظلم إلى العناكب ونبات العايق الذي يوجد على منحدرات جبال إفريست على ارتفاع أكثر من 6000 متر (بما يعادل 19700 قدم) فوق مستوى سطح البحر.
الأسلاف المشتركين
هذا التنوع المرئي اللامنتهي في الحياة هو ثمرة عملية التطور حيث أن كل الكائنات الحية ترتبط معا بأسلاف مشتركين:
1- ينحدر الإنسان والثدييات الأخرى من مخلوقات شبيهة بالزباب (حيوان يشبه الفأر) كانت تعيش منذ أكثر من 150 مليون سنة مضت.
2- بينما تنحدر الثدييات والطيور والزواحف والبرمائيات والأسماك من ديدان مائية كانت تعيش منذ 600مليون سنة مضت.
3- أما النباتات والحيوانات كلها فيرجع أصلها إلى كائنات حية ميكروسكوبية تشبه البكتيريا نشأت منذ أكثر من ثلاثة بلايين سنة.
التطور البيولوجي عبارة عن عملية وراثة بالإضافة إلى تعديلات. يتغير نسل المخلوقاتعبر الأجيال، ويعود السبب في ظهور التنوع إلى أن النسل الذي يأتي من أجداد مشتركين يتباعد عبر الزمن.
تشارلز داروين
حاول عالم التاريخ الطبيعي الإنجليزي تشارلز داروين في القرن التاسع عشر أن يبرهن على أن المخلوقات تأتي عن طريق التطور، وشرح بشكل علمي --شرحا صحيحًا في جوهره ولكنه غير كامل-- كيفية حدوث التطور والسبب الذي يجعل الكائنات تمتلك صفات --كامتلاك الأجنحة والأعين والكلى-- مصنوعة خصيصًا لتقوم بمهمات محددة. اعتمد داروين في شرحه بشكل أساسي على مفهوم الانتخاب الطبيعيالذي يحدث لأن الأفراد التي تحمل صفات أكثر فائدة --كالقدرة على الرؤية بوضوح أكبر، أو امتلاك سيقان قادرة على السير أسرع-- تنجو بشكل أفضل وتنجب أبناء أكثر من تلك الأفراد التي تحمل صفات مرغوبة بدرجة أقل.
التطور في القرن العشرين
أوضح علم الوراثة -وهو علم نشأ في القرن العشرين- آلية عمل الانتخاب الطبيعي مما أدى إلى إحداث تطورات في نظرية التطور الحديثة.
طَوَّر مجالٌ علمي آخر مرتبط بعلم الوراثة يسمى الأحياء الجزيئية بدءًا من الستينيات المعرفةَ الخاصة بالتطور بشكل ضخم، وجعل من الممكن تقصي مشكلات تفصيلية كانت تبدو قبل ذلك بوقت قصير خارج نطاق التفسير تمامًا. و من هذه المشكلات على سبيل المثال، مدى التشابه بين جينات الإنسان وجينات الشامبانزي (تختلف جينات الإنسان والشمبانزي في حوالي 1-2% فقط من الوحدات المكونة للجينات).

Aucun commentaire:

Fourni par Blogger.